
قدَّم القرآن نموذجاً راقياً وعجيباً في هذا الجانب هو: ذو القرنين، ذو القرنين: ملك صالح مكَّنه الله تمكيناً عظيماً، قال الله: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ}: تمكين كبير من الله {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} [الكهف: الآية84]: أعطاه الله قدرات عجيبة وواسعة، قال عنها: {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}: قدرات واسعة.
ذو القرنين هذا عندما صنع إنجازاً عظيماً وكبيراً ومهماً، هو السد الحديدي، الردم الحديدي الذي عمله كحاجز ليحمي به مجتمعاً من المجتمعات كان يعاني من هجمات سنوية من جانب يأجوج ومأجوج، فعمل سداً حديدياً من قطع الحديد التي أوقد النار عليها، ثم أفرغ عليها القطر، فأصبح ردماً حديدياً متماسكاً، وعجزت يأجوج مأجوج عن اختراقه، وعن كسره، وعن خرقه، وعن الصعود أو التسلق من خلاله، هذا الإنجاز العملاق الذي حمى به مجتمعاً من المجتمعات، لم يركِّز حتى أن يكتب عليه: [هذا الإنجاز العظيم من ذي القرنين، والفضل له، وهذا من محامده وإنجازاته…وإلخ]. ماذا قال ذو القرنين بعد إنجاز أو بعد تحقيق هذا الإنجاز الكبير؟ {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} [الكهف: من الآية98] البعض لإنجاز بسيط، أو عمل بسيط يتحقق على يديه بتوفيق من الله، ينسى الله، ينسى الله، ويرى الفضل فيما تحقق لنفسه هو
اقراء المزيد